اغتِيال السنوار يتَصدَّر قمّة أولويّات القيادتين العسكريّة والأمنيّة الإسرائيليّة بعد “سيف القدس"

اغتِيال السنوار يتَصدَّر قمّة أولويّات القيادتين العسكريّة والأمنيّة الإسرائيليّة بعد “سيف القدس"

  • اغتِيال السنوار يتَصدَّر قمّة أولويّات القيادتين العسكريّة والأمنيّة الإسرائيليّة بعد “سيف القدس"

فلسطيني قبل 3 سنة

اغتِيال السنوار يتَصدَّر قمّة أولويّات القيادتين العسكريّة والأمنيّة الإسرائيليّة بعد “سيف القدس"

لم يُفاجِئنا تصريح ديفيد بيتان عُضو الكنيست عن حركة “الليكود” التي يتزعّمها بنيامين نِتنياهو الذي قال فيه “يحيى السنوار يتلاعب بالإسرائيليين.. نحن بحاجةٍ إلى اغتِياله حتّى لو جاء هذا الاغتِيال على حساب خوض حرب.. لا يُوجد خِيارٌ آخَر.. إنّه عدوٌّ لدود يتلاعب بِنا بقسوة”.
تصريح ديفيد بيتان لم يُفاجئنا لأنّه يعكس حجم المُعضلة التي يُشَكِّلها السيّد السنوار زعيم حركة “حماس” في قطاع غزّة، وزُملائه المُجاهدين داخِل الحركة، أو في الفصائل الأُخرى خاصّةً بعد معركة “سيف القدس” في أيّار (مايو) الماضي التي ألحقت هزيمةً عسكريّةً ومعنويّةً غير مسبوقة في صُفوف دولة الاحتِلال وقادت بشَكلٍ غير مُباشر إلى إسقاط حزب الليكود وزعيمه نِتنياهو من الحُكم.
لا يُوجَد لدينا أدنى شك بأنّ أجهزة الأمن الإسرائيليّة تعمل ليل نهار لجمع المعلومات عن القائد السنوار وشريكه الأكبر في حرب غزّة الأخيرة المُجاهد محمد الضيف، زعيم كتائب “القسام” ولكنّها فَشِلَت حتّى الآن في اغتِيال أيّ منهما ليس تسامحًا، وإنّما لأنّها فَشِلَت في الوصول إليهما أوّلًا، ولأنّ القِيادتين العسكريّة والأمنيّة في دولة الاحتِلال تُدرِك جيّدًا أنّ الرَّد سيَكون مُؤلِمًا ومُدَمِّرًا.
ربّما يُفيد التّذكير في هذه العُجالة بأنّ اغتِيال الشهيد يحيى عياش عام 1996 أحد أبطال جناح “القسّام” كلَّف الإسرائيليين أكثر من مئة قتيل وما يَقرُب من الألف جريح سقطوا جميعًا إثر تنفيذ زملائه الجِهاديين أربع عمليّات استشهاديّة في القدس والخضيرة وتل أبيب المُحتلّة، وأطلقت “سرايا القدس” الذِّراع العَسكري لحركة الجهاد الإسلامي أكثر من 400 صاروخ وقذيفة على مُدن ومُستوطنات غِلاف غزّة، دفعت نِتنياهو للهُروب مِثل الأرنب إلى أقرب المَلاجِئ ثَأرًا لاغتِيال الشهيد بهاء أبو العطا، أحد أبرز القادة الميدانيين للحركة في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019، والقائمة طويلة.
المُقاومة الشعبيّة التي انطلقت قُرب الحُدود الشماليّة للقِطاع المُحتَل احتِجاجًا على الحِصار وعدم الالتِزام بشُروط اتّفاق الهُدنة الذي تَحَقَّق بوِساطةٍ مِصريّة بطَلبٍ أمريكيّ، أعطَت مفعولها، وأعادت وضع الحِصار المفروض على القِطاع على قمّة اهتِمام الوسطاء مُجَدَّدًا، عندما أدَّت بالوناتها الحارقة على إشعال حرائق في مُستوطنات غِلاف غزّة، وإصابة خطيرة لأحد القنّاصة الإسرائيليين.
السّلطات المِصريّة أغلقت معبر رفح كوسيلة ضغط على حركة “حماس” من أجل العودة إلى التّهدئة، وقوّات أمن السّلطة في رام الله أجرت سِلسِلَةً من الاعتِقالات في صُفوف المُحتجِّين على تواطئها وخُذلانها مع الاحتِلال وكان أبرز المُعتقلين الشاعر زكريا محمد، أمّا أبطال مُخيّم بلاطة في نابلس فقد تصدّوا لقوّاتٍ إسرائيليّة اقتَحمت المُخيّم في مُحاولةٍ فاشلةٍ ومُكلفة لاعتِقال بعض مُجاهدي المُقاومة، بمعنى آخَر جمر المُقاومة بات أكثر التِهابًا وأوسع انتِشارًا، ويشمل الضفّة والقِطاع معًا.
اغتِيال السيّد السنوار إذا تحقّق لا سمَح الله، لن يُوقِف المُقاومة، وقد يُشعِل فتيل حرب “سيف القدس الثّانية” التي ستَكون أكثر كُلفَةً من الأُولى، ماديًّا وبشريًّا، ولهذا لا نعتقد أنّ القِيادة الإسرائيليّة ستُقدِم على هذه المُقامرة الخطيرة في ظِل الهزيمة الأمريكيّة الكُبرى في أفغانستان، وحالة التَّوتُّر القُصوى التي تسود لبنان مع اقتِراب وصول ناقلات النّفط الإيرانيّة إلى موانئه في تَحَدٍّ بُطوليّ من قِبَل السيّد حسن نصر الله، زعيم المُقاومة الإسلاميّة، وبدَعمٍ من إيران زعيمة محور المُقاومة.
المُجاهد السنوار أحد أبرز عناوين القلق والارتِباك والرّعب والهزائم للإسرائيليين، وبات يُجَسِّد حالةً من الرّعب لهم بإدارته انطِلاقًا من قِطاع غزّة، وهذا يكفي في حَدِّ ذاته.. والمُقاومة مُستَمِرَّة.

التعليقات على خبر: اغتِيال السنوار يتَصدَّر قمّة أولويّات القيادتين العسكريّة والأمنيّة الإسرائيليّة بعد “سيف القدس"

حمل التطبيق الأن